بنجامين فرانكلين، مالكوم إكس، جوليان أسانج، نذير ناجي، ألان مور، ليناردو دافنشي، جايمس وات، مايكل فاراداي، إلون ماسك، أبراهام لينكولن، وأخيراً وليس أخراً ألبرت أينشتاين صاحب المقولة السابقة.
الكثير من العظماء والمفكرين من اعتمدوا على رغباتهم الداخلية وشغفهم الخاص بالتعلم حول تخصصات ومواضيع معينة ليست مقيدة بمناهج جامعات أو دراسات أكاديمية، كثيراً ما أثبت التعلم الذاتي فاعليته وقدرته على تحقيق أهداف أصحابه بالحياة، فهي بالنهاية مهارة لا تقدر بثمن.
إذا عثرت على هذا المقال من خلال بحثك عن كيفية التعلم الذاتي فغالباً أنت ذاتيّ التعلم تحب البحث واستخراج المعلومة بنفسك، إذا كنت تشاهد محاضرات تيد بطريقة شبه دائمة فأنت ذاتيّ التعلم، حاسوبك مليء بالأفلام الوثائقية والكتب لمجالات عدة ولثقافات مختلفة.
من هو ذاتي التعلم إذن؟!
يتسم ذاتي التعلم بعدة سمات منها:
لا يوجد موضوع لا يمكنه الحصول عن معلومات تفصيلية عنه، فهو باحث نَهم، ومتعلم عطش، لا يقف عند قلة المصادر أو حدود الإمكانيات.
لديه الفضول لمعرفة كيفية معرفة عمل الأشياء، مما صنعت، ما فائدتها.
لا يمل من التعلم واستكشاف المعرفة وتعلم مهارات جديدة يومياً.
يقرأ كثيراً أياً كان مصدر القراءة سواء ( كتب – مدونات – مقالات – روايات – مواقع …)
ما فائدة ما يسمى بالتعلم الذاتي على كل حال؟
إذا كنت تتعلم فقط ما يوجد بالكتب الدراسية والمناهج التعليمية فغالباً ستصطدم بسوق العمل واحتياجاته، فكثير من المهارات والقدرات الأخرى يجب أن تتعلمها بنفسك بل وتكون لديك الرغبة لتجلس عليها بالساعات حتى تحترفها.
التقيد بالكتب الدراسية فقط أو ما تتعلمه بالمدرسة والجامعة هو ما لن تجده بالحياة العملية، كل ما ستحتاجه بسوق العمل هو التعلم الذاتي وكيفية استغلال ما تتعلمه.
التعلم الذاتي قد يوفر لك وظيفة عمل، يؤهلك لإنشاء مشروعك الخاص، يدفعك لمنصب قائد فريق، يطور حياتك المهنية، يملأ حياتك بالمتعة والإبداع وحب صنع الأشياء، والأهم أنه يدفعك لتصبح الأفضل بالتخصص الذي تريد أن تعمل به.
هل يوجد ما يمنع من أن أصبح ذاتي التعلم؟
لا يوجد ولا سبب واحد يمنعك من أن تصبح ذاتي التعلم تطور من مهاراتك. بعصر جوجل و خان أكاديمي ويوديمي كل ما تحتاجه لتبدأ هو بين يديك تقرأ منه الآن، كل ما تحتاجه لتتعلم مهارة معينة وحدك أو تتخصص بمجال معين وبأقل التكاليف موجود بالإنترنت.
الساعات التي تقضيها على فيسبوك والشبكات الاجتماعية وفيديوهات القطط بيوتيوب لو استبدلتها بأخرى لاحتراف مهارة كالبرمجة، التصميم، الكتابة أو حتى التسويق ربما تكفيك لتبني لنفسك وظيفة من الصفر.
اقرأ أيضًا: التعلم الذاتي شرارتك لتبدأ حياة مهنية عظيمة
كيف تصبح ذاتي التعلم؟
مبدئيًا لتصبح ذاتي التعلم عليك أن تعلم أن التحفيز والحماس وحده لن ينفعك، أما إذا كنت تعلم ذلك بالفعل فيجب أن تلتزم بالخطوات التالية:
1- تعلم كيف تركّز
لعملية تعلم فعّالة ومثمرة يجب أن تتعلم التركيز والبعد عن المشتتات قدر المستطاع، ويمكنك الوصول لذلك بثلاث خطوات.
وفر لنفسك مكاناً هادئاً تتعلم فيه، بعيداً عن الإزعاج والأنشطة اليومية الأخرى، في أحيان كثيرة قد تكفي سماعة أذن تبعدك عن الضوضاء إذا وجدت صعوبة في توفير مكان هادئ.
حدد هدفك وقسّم هذا الهدف لعدة أهداف قياسية بأزمنة محددة لكل جلسة تعلم، فإذا كنت تريد حل 30 مسألة رياضية فقسمها لعشرة بكل جلسة ولا تفكر في غيرها حتى تنتهي منها.
توقف عن تعدد المهام، لا تشتت نفسك بفعل أكثر من شيء بوقت واحد، كقراءة مقال عن تحسين نتائج محركات البحث وأنت تتنقل بين ألسنة المتصفح من فيسبوك وتويتر وخلافها.
2- بالقلم، دون ملاحظاتك
تدوين الملاحظات والعناصر التي تتعلمها من أفيد الطرق للحفاظ على التركيز والاستفادة من المحتوى، لا تكتب على جهازك بل أجلب قلم ودّون ما تستفيده من تقنيات أو ملخص للرجوع له فيما بعد للمراجعة. ويمكنك فيما بعد أرشفة هذه المواضيع على بكتابتها على نظام تدوين رقمي كـ Evernote.
3- التزم، لا تستسلم
كذاتيّ التعلم يجب أن تلتزم بما حددته لنفسك من خطة ومصادر، ولا تبحث عن أفضل موقع أو أفضل كتاب، لتعلم البرمجة مثلاً، يمكنك أن تتعلم من مصدر واحد والاستعانة بمصدر آخر إضافي.
التوقف عن عملية المراجعة والتطبيق كذلك من الأمور التي قد تضر بخطتك التعليمية وربما تثبط من هِمتك، إلا أنها ربما تحدث لظروف خارجة عن إرادتك فلا تستسلم وحاول الالتزام بهدفك قدر الإمكان.
4- خَطِط (الأهداف – المصادر – الوقت – طريقة التقييم)
قبل أن تبدأ حدد أهدافك من التعلم وقسمها لأهداف أصغر قابلة للإنجاز، فإذا كنت تريد تعلم التدوين مثلاً فقسّم التدوين لعدة مهارات (تدقيق لغوي – تقنيات كتابة – wordpress …) ثم تعلم كل مهارة وحدها ولا تنتقل للمهارة التالية إلا بعد أن تحترف الأولى.
حدد مصادرك كذلك سواء كانت أونلاين أو أوفلاين أو خليط بينهما، واختر أنسب طريقة ترتاح لها. (مواقع – كتب – فيديوهات ..)
حدد وقتاً معيناً يومياً للتعلم والتطبيق، يمكن أن يكون ساعة أو أكثر على حسب أحوالك الشخصية.
عيّن طريقة أو أكثر للتقييم حتى تعرف هل أجدت هذه المهارة أما لا، هل لديك المعرفة الكافية بها أم أنك تحتاج لقراءات أخرى، من الممكن أن تكون أختبار أونلاين، أو مشروع شخصي كعمل تطبيق أيفون.
5- راجع وطبق
في حالة المعرفة لكي تتأكد أنها مازالت برأسك ولم تتطاير فراجع ملخصاتك وملاحظاتك التي كتبتها دورياً، كلما راجعتها أكثر كلما ثبتت هذه المعرفة بذاكرتك، أما في حال المهارات التي تحتاج لممارسة فأكثر ما يساعدك على احترافها فهو التطبيق، فإن كنت تظن أنك كاتب سيء فهذا لأنك لا تكتب كثيراً، إذا كنت تعتقد أنك مصمم فاشل فهذا لأنك لم تقضِ الوقت الكافي بتطبيق ما تتعلمه.
أهم المصادر التي يمكن أن تساعدك برحلتك للتعلم
خان أكاديمي: من أفضل المواقع لتعلم الرياضيات والفيزياء والإحصاء والكثير من العلوم الأخرى كالبرمجة.
يوديمي: من المواقع التي تضم خبراء بشتى المجالات، يوجد كم من المساقات التعليمية التي لا تستغرق ساعتين ولكنها مليئة بالمعرفة والخبرة العملية.
كورسيرا: يضم كورسيرا مساقات ودورات تعليمية بكثير من المجالات والتي توفر لك مناهج مركزة عن مواضيع مهمة كثيرة كالبيانات الضخمة والحوسبة السحابية.
أكاديمية حسوب: انطلقت مؤخراً أكاديمية حسوب والتي تهدف لنشر العلم بمقالات عربية فصيحة في مجالات عدة كالبرمجة والتصميم وريادة الأعمال والعمل الحر.
رواق: من المنصات العربية التي تضم مساقات تعليمية عالية الجودة باللغة العربية.
إدراك: بالاشتراك مع منصة edx للتعليم المفتوح يوجد بإدراك مساقات رائعة معرّبة يمكنك الاستفادة منها.
مهارة: منصة تدريبية عربية لكافة العلوم والمهارات.. علِّم وتعلَّم.
وأكثر…
هذه المصادر نقطة ببحر من المصادر الموجودة الآن والتي يمكنك البدء بها لتغيّر من حياتك وتبدأ ببناء حياة مهنية عظيمة، تابع حملة #اتعلم_واشتغل وسنقوم بإمدادك بالكثير من المصادر والمحتوى الذي لا يضعكم على الطريق فقط ولكن يضمن أن تتقدموا بوظائفكم ومهاراتكم بالحياة العملية.